* معهد بحوث البترول
توصل فريق بحثى برئاسة د. أسامة قنديل مدير مركز بوليمرات النانوكومبوزايت التابع لمعهد بحوث البترول إلى إبتكار عدة مركبات كيميائية يمكن الإستفادة منها فى التطبيقات الصناعية.
حيث حصل على براءة إختراع أمريكية فى إبريل الماضى عن علاج الخلطات الأسمنتية بأنابيب الكربون النانونية وإستخدامها فى الخرسانات والمبانى الضخمة لتعطى قوة ميكانيكية عالية ترفع من قوة تحمل الكبارى والأبراج المرتفعة مما يطيل من عمرها ويقلل من إحتمالات تلفها.
كما حصل الفريق البحثى على براءة إختراع ثانية منذ شهور قليلة عن تصنيع مركب بولى اثيلين محليا لإستخدامه فى تغليف خطوط أنابيب البترول وبالفعل يتم حاليا الإستفادة من التقنية المقترحة فى شركتين مصريتين للصناعات البترولية.
ويقول د. أسامة قنديل إن هذين الإبتكارين يرتكزان على إستخدام تكنولوجيا النانو لإنتاج وتطوير مواد متقدمة للتطبيقات الهندسية المعقدة والتى لايمكن إستبدالها بالتكنولوجيات المعتادة والتى تنتج مواد ذات تطبيقات محدودة وهو مايتحقق من خلال التخطيط بعناية فى إنشاء تشابك مباشر بين العلماء والقطاع الصناعى وبخاصة صناعة البتروكيماويات وبرنامجنا البحثى للمشروعات الجارية والمقترحة يرتبط بشدة بالصناعة فنحن على إتصال جيد بالمراكز البحثية الدولية مثل جامعة نيومكسيكو بالولايات المتحدة، كما أن لدينا عدة مشروعات مدعمة من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية أحدثها مشروع إدارة النفايات الزراعية الصلبة حيث سنطور هذه النفايات إستناداً إلى تكنولوجيا التعديل النانوى لإنتاج الخشب البلاستيكى باستخدام قش الأرز، حيث نعانى سنويا من وجود 35 مليون طن قش أرز يحرقه الفلاح سنويا بما يسببه من تلوث بيئى ومشاكل صحية بالإضافة للقمامة البلاستيكية التى يصدرها المقاولون بعد طحنها للصين لتعود إلينا بعد إستيرادها فى هيئة لعب أطفال ومنتجات بلاستيكية.
وقد فاز هذا المشروع حين تقدمنا به فى مسابقة صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية ضمن 31 مشروعا بالجائزة وقدرها 10ملايين جنيه لتصنيع الخشب البلاستيكى من النفايات ويتميز هذا الخشب بقوة التحمل وضعف إمتصاصه للماء ويمكن الإستفادة منه فى صناعة المراكب والباركيه كما أنه غير قابل للتعفن ومقاوم للبكتيريا.
وبالرغم من النجاح المثمر لعلماء مركز البوليمرات إلا أن هناك سعيا حثيثا لعرقلة جهودهم لعل أبرزها التضارب الإدارى غير المفهوم أو المبرر والذى يقوم به مدير معهد بحوث البترول بتحويل المركز إلى وحدة بعد فوز مركز البوليمرات بمنحة مالية من قبل صندوق العلوم والتكنولوجيا الممول من الدولة لتحويله إلى مركز تميز خلال عهد د. نادية زخارى وزيرة البحث العلمى الأسبق هذا إلى جانب إعاقة صرف المنحة المالية التى وفرتها الدولة لدعم بحوث مركز البوليمرات.
لذلك نأمل أن يتدخل د. وائل الدجوى وزير التعليم العالى والبحث العلمى ود. ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى فى حل تلك المعوقات البيروقراطية والتى تتسبب فى إهدار موارد الدولة وإضاعة وقت العلماء فى المحاكم والنيابات الإدارية لإنتزاع حقهم الأصيل فى العمل والإبتكار لخدمة الوطن.
الكاتب: أميمة إبراهيم.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.